مئوية الأهلي.. فرحة ..................
القاهرة ـ خيم الحزن والإحباط على جماهير النادي الأهلي المصري لكرة القدم التي ملأت مدرجات إستاد القاهرة، إثر خسارة فريقهم بأربعة أهداف نظيفة أمام فريق برشلونة الأسباني المتخم بنجوم الكرة العالميين في المباراة الودية التي جرت بينهما مساء الثلاثاء ضمن احتفالات الأهلي بمرور مائة عام على تأسيسه.
واستقبلت شباك عصام الحضري حارس مرمى الأهلي الدولي أربعة أهداف بواقع هدفين في كل شوط من شوطي المباراة، بتوقيع أقدام كل من سافيولا والناشئ كركيك، فيما وقع النجم الكاميروني الجنسية صمويل إيتو مرتين في شباك الأهلي بالشوط الثاني.
وجرت المباراة وسط حشد كبير من المتفرجين قارب الثمانين ألفا، في حين تم احتجاز نحو 15 ألفا آخرين خارج أسوار الإستاد، بعدما اكتملت سعته الرسمية. كما حضر المباراة أيضا الرئيس المصري حسني مبارك بصحبة حفيده الصغير نجل ابنه علاء، وأحمد نظيف رئيس الوزراء، ووزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة المصرية.
وكانت جماهير الأهلي تمني نفسها قبيل المباراة بفوز تاريخي على نادي برشلونة الملقب بـ"منتخب العالم" لما يضمه من أشهر نجوم الكرة ذوي المهارات الفردية الرفيعة واللياقة البدنية العالية، والذين اشتراهم النادي بمئات الملايين من الدولارات، مثل البرازيلي رونالدينهو والأرجنتيني لونيل ميسي والفرنسي ليليان تورام والبرتغالي ديكو. وسيطرت على عشاق الأهلي ذكرى مباراة فريقهم مع "ريال مدريد" الأسباني عام 2003، والتي فاز فيها النادي المصري، فريق القرن العشرين في إفريقيا، بهدف نظيف على فريق القرن في أوروبا.
ودخل لاعبو الأهلي أيضا المباراة منتشين بإنجازات فريقهم المحلية والإفريقية، فمحليا يتصدر الأهلي إلى الآن بطولة الدوري العام وأصبح في حكم المؤكد أن يحتفظ بها للعام الثالث على التوالي، وإفريقيًّا وصل الأهلي إلى دور الثمانية لبطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري، والتي أهلته بعد إحرازه لقبها في العامين الأخيرين إلى بطولة كأس العالم للأندية مرتين عام 2005 و2006، أحرز في المرة الأخيرة المركز الثالث بعد برشلونة.
غير أنه بدا واضحا منذ ضربة البداية للمباراة أن "برشلونة" يتعامل مع المباراة بجدية خلافا لأداء غريمه الأسباني ريال مدريد عام 2003، فقدم عرضا فنيا رفيعا تمكن خلاله من السيطرة سريعا على مجريات المباراة، ولقّن لاعبي الأهلي درسا كرويا جميلا أظهر الفارق الكبير في المستوى بين الفريقين.
وسرعان ما تركزت تحليلات النقاد الرياضيين عقب المباراة على هذا الفارق الكبير في المستوى بين الفريقين، مشيرة إلى أن الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري لعامين متتاليين والوصول من خلالها لبطولة العالم للأندية، لا يعني وصول الأهلي لمستوى عالمي يمكن أن يضاهي مستوى برشلونة كما تصور الكثيرون من عشاقه.
وأوضح النقاد أن نجوم الكرة الأفارقة اللامعين يغادرون في سن صغيرة دورياتهم المحلية للاحتراف في الأندية الأوروبية الكبيرة، وعلى رأسهم إيتو الكاميروني مهاجم برشلونة الذي سجل نصف أهداف فريقه أمس في مرمى الأهلي بأقل مجهود، ودروجبا مهاجم منتخب "كوت ديفوار" الشهير وهداف نادي تشيلسي الإنجليزي وغيرهما، وبالتالي فإن الأندية الأفريقية التي تواجه الأهلي في بطولات الأندية تخلو من نجوم من "العيار الثقيل" مما
يسهل من مهمته.
تقدم نسبي
إلا أن نتيجة مباراة الثلاثاء تبقى أفضل نسبيا عن نتيجة المباراة السابقة التي جمعت الفريقين عام 1961، وفاز بها برشلونة بستة أهداف مقابل هدف واحد، بحضور مائة ألف متفرج.
وسبق المباراة الثلاثاء أجواء احتفالية صاخبة شهدت تكريم لاعبي الأهلي القدامى وقيام المطربين إيهاب توفيق وسعد الصغير بالغناء للأهلي أمام جماهيره.
ورغم هذه الأجواء الاحتفالية، خيب أداء لاعبي الأهلي الآمال، وخيم الصمت المطبق على الجماهير في فترات طويلة من المباراة دانت خلالها السيطرة التامة للاعبي برشلونة.
وقبل دقائق من انتهاء الشوط الثاني، غادر عدد من الجماهير إستاد القاهرة في تعبير عن استيائهم من أداء الأهلي الذي لم يظهر كند للفريق الكتالوني، وخيب طموحهم في تحقيق نتيجة مرضية تؤجج فرحتهم باحتفالات المئوية.
وحرص مدير جهاز الكرة بالأهلي حسام البدري في تصريحات له عقب المباراة على التقليل من الهزيمة، قائلا: "لم نكن نتوقع الفوز طبعا؛ لأننا نعلم قدرات برشلونة"، غير أن حزن جماهير الأهلي عكس طموحات لها تجاوزت الواقع.
__________________
الجمعة 27 أبريل 2007, 1:52 am
